A+ A-
2فبراير
الرئيس التنفيذي أكد أنها لعبت دوراً محورياً في ترقيات البورصة
خلدون الطبطبائي: «المقاصة» شريكاً رئيسياً في تطوير سوق المال

تجهّز الشركة الكويتية للمقاصة لنقلة نوعية على مستوى خدماتها ومهامها الفنية خلال الفترة المقبلة، بما يواكب تطلعات الأوساط الاستثمارية المحلية والأجنبية.
ويبدو واضحاً ما حققته «المقاصة» من إنجازات، يشهد لها القاصي والداني، خلال السنوات الأخيرة، ما يؤكد أنها شريك رئيسي في تطوير منظومة بورصة الكويت وترقيتها إلى مرتبة سوق ناشئة، على 3 مؤشرات عالمية رئيسية. 
ومنذ تأسيسها، تعتبر الشركة من ركائز سوق المال في الكويت، وهي الجهة المركزية التي تقوم بمهام التقاص والتسوية والإيداع المركزي للأسهم المدرجة في بورصة الكويت.
وفي هذا الشأن، أكد الرئيس التنفيذي في «المقاصة»، خلدون شاكر الطبطبائي، أن الشركة حرصت على تطبيق الإستراتيجية المعتمدة من قبل مجلس إدارة الشركة والتي تضمن لها التوازن المالي، موضحاً أن للشركة دورا محوريا في مشروع تطوير سوق المال، خصوصاً وأن هناك أدوات وكيانات متخصصة يتم التحضير لها، منها الطرف المقابل المركزي «CCP».
ولفت إلى أن هذا المشروع سيكون حلقة وصل بين البائع والمشتري، منوهاً إلى أنه سيكون بمثابة نقلة كبيرة، لما يمثله من أهمية للسوق عامة، وأن «المقاصة» تمثل أحد أضلاع تطوير السوق، إضافة إلى «البورصة»، وذلك تحت مظلة هيئة أسواق المال.

محطات تاريخية

وتحدث الطبطبائي لـ «الراي» عن تاريخ الشركة، قائلاً «تأسست الشركة الكويتية للمقاصة عام 1982 من قبل الجهات المختصة لحل الأمور الناشئة من انهيار السوق غير الرسمي والمعروف باسم سوق المناخ»، مشيراً إلى أن المشروع تطلب حينذاك تعاوناً بين «المقاصة» والعديد من المؤسسات والهيئات المالية والحكومية في الدولة، وسنوات عديدة من الجهد. 
وأضاف «ان نجاح المشروع أدى لحصول (المقاصة) على بالغ التقدير والثقة من قبل جميع الأطراف المعنية آنذاك».

إنشاء السوق

وتابع أنه بحلول الرابع عشر من أغسطس لعام 1983، صدر مرسوم أميري بإنشاء سوق الكويت للأوراق المالية رسمياً كمؤسسة مالية مستقلة تشرف عليها لجنة تنفيذية، لافتاً إلى أن الإعلان عن ذلك المرسوم الأميري كان بمثابة حجر الأساس لتنظيم وتأسيس سوق الكويت للأوراق المالية، حيث دعم هذا المرسوم عملية وضع القرارات المنظمة للسوق وكذلك وضع الهيكل القانوني لعمليات التقاص والتسويات.

بداية التقاص

وبين الطبطبائي أن العام 1986 شهد تطوراً، حيث عهد سوق الكويت للأوراق المالية إلى «المقاصة» القيام بمهام عمليات التقاص والتسويات للأوراق المالية التي يتم تداولها في السوق، وفي نفس العام أنشأت «المقاصة» وطبقت الآلية المطلوبة لعمليات التقاص والتسوية التي تم تطبيقها في العام التالي.

خدمات ومنتجات

وقال «منذ ذلك الوقت، حققت «المقاصة» تقدماً مميزاً وملحوظاً في كل مجالات أعمالها بما في ذلك تعزيز النظام وتطبيق خدمات ومنتجات جديدة، تعزز من مكانة سوق المال الكويتي».
وحول استراتيجية الشركة والترقية على مؤشرات الأسواق العالمية، أوضح الطبطبائي أن «المقاصة» اهتمت في عام 2016 بتبني إستراتيجية جديدة تهدف إلى الارتقاء بسوق المال الكويتي، وذلك تحقيقاً لرؤية صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح بتحويل الكويت الى مركز مالي جاذب للاستثمار. 
وأكد أن الإستراتيجية اهتمت بتغيير البنى التحتية لعمليات ما بعد التداول لتتوافق مع المعايير العالمية المنظمة لذلك، لتنجح الشركة بالفعل في تنفيذ جميع المتطلبات التي رسمتها في الإستراتيجية، والتي كان يشكل بعضها أحد أهم معايير ومتطلبات الترقية، مثل توحيد فترة التسوية (T+3) وتطبيق مبدأ التسليم مقابل الدفع (DvP)، وكذلك تنفيذ قرارات الجمعيات العمومية حسب المعايير العالمية المنظمة لذلك، بالإضافة إلى تسهيل إجراءات فتح الحساب للعملاء الأجانب.
وبين أن «المقاصة» قدمت خدمات ذات قيمة مضافة لأمناء الحفظ الأجانب في إطار سعيها للمساهمة في تطوير بيئة الاستثمار في الكويت، إذ تعتبر الشركة شريكاً رئيسياً في جميع مشاريع تطوير سوق المال الكويتي.

(IPO KUWAIT)

وأفاد الطبطبائي بأن «المقاصة» تملك سجلاً حافلاً وخبرة كبيرة في إدارة الاكتتابات العامة في الكويت، إذ قامت إطار سعيها لتطوير خدماتها بترجمة خبرتها في هذا المجال عن طريق تقديم خدمتها الرقمية الجديدة IPO Kuwait، منوهاً إلى أن المنصة الرقمية والتطبيقات المصاحبة لذلك تعتبر بمثابة نقلة نوعية في طرح الاكتتابات العامة في الدولة أو عمليات المشاركة في زيادات رؤوس الأموال الخاصة بالشركات. 
وأشار إلى أن الخدمة توفر إمكانية الاكتتاب والدفع من خلال آلية بسيطة جداً، لافتاً إلى توفير «المقاصة» هذه الخدمة للمشاركين في الاكتتابين العامين لشركتي بورصة الكويت وشمال الزور، وكذلك لعمليات زيادة رأس المال لبنكي بوبيان ووربة، وكذلك شركة المشاريع.
وأكد أن الشركة حققت نجاحاً كبيراً في عملية الاكتتاب المزدوج والطرح العام لشركتي بورصة الكويت وشمال الزور.

التحويل الإلكتروني

وقال الطبطبائي «في إطار سعي الشركة المستمر لتطوير خدماتها، فقد قامت وبالتعاون مع جميع المصارف المحلية بتطوير منظومة لتحويل الأرباح النقدية آلياً للمساهمين في الشركات التي تحتفظ (المقاصة) بسجلاتها لديها».
وتتيح هذه الخدمة للمساهم استلام أرباحه النقدية من الشركات المشاركة في حسابه المصرفي مباشرة، ومن دون الحاجة لمراجعة الشركة، ووقعت العديد من الشركات المدرجة وغير المدرجة على اتفاقيات مع «المقاصة» لتحويل الأرباح آلياً، إذ تهدف الشركة إلى إلغاء العمل في الشيكات الورقية خلال العام الحالي.
وتمثل «المقاصة» الكويت في العديد من المنظمات العالمية المتخصصة في قطاع أسواق المال مثل منظمات ICMA و ANNA وIOSCO و AMEDA، وهي عضو فعال في هذه المؤسسات وتساهم في تطوير الأطر المنظمة لعمليات ما بعد التداول في المنطقة. والجدير بالذكر بأن «المقاصة» هي الشركة الأقدم في مجالها على مستوى المنطقة.
وأكد الرئيس التنفيذي لـ «المقاصة» أن الشركة تحرص على تأهيل كوادرها البشرية، بغرض مواكبة متطلبات الأسواق العالمية، حيث تعاونت مع الجهات التدريبية العالمية والمتخصصة بذات المجال لعقد دورات تدريبية خاصة للعاملين فيها في العديد من المجالات سواء الفنية آو التكنولوجية آو الإدارية وكذلك الرقابية.

رؤية الشركة

وذكر الطبطبائي أن رؤية للشركة تهتم في الأساس بالارتقاء، ومن ثم تقديم منتجات وخدمات ذات مصداقية وقيمة مضافة في مجالات منظومة ما بعد التداول، وإدارة المخاطر وخدمات سجل المساهمين، من خلال ميكنة جميع العمليات باستخدام أحدث الوسائل المبتكرة في تكنولوجيا المعلومات، وبناءً على المعايير الدولية المعتمدة في هذه المجالات.
وأشار إلى استقطاب «المقاصة» وتطويرها واحتفاظها بأفضل الكفاءات المهنية في مجال الأوراق المالية وتكنولوجيا المعلومات القادرة على تطوير منظومة ما بعد التداول لسوق المال الكويتي والبنية التحتية لسجلات المساهمين، لتشكيل منظومة حديثة من الخدمات ذات الكفاءة التشغيلية العالية والمتكاملة وسهلة الاستخدام من قبل أصحاب المصالح، مع توفير أعلى مستويات الحماية والكفاءة التشغيلية لهم.

«بلوك تشين» 

ونوه الطبطبائي إلى نجاح «المقاصة» في إنجاز أول اختبار لتسوية الأوراق المالية عبر الحدود باستخدام تقنية «بلوك تشين» على مستوى العالم، وهو ما أعلنه المؤتمر العالمي لجهات الإيداع المركزي الذي أقيم في المملكة المغربية وحضره ما يقارب 90 مؤسسة عالمية من ضمنها «المقاصة» بصفتها جهة الإيداع المركزي لسوق الأوراق المالية في الكويت.
وأكد أن هذا الإنجاز يأتي استكمالاً للجهود المبذولة من «المقاصة»، على أن تكون سباقة في المنطقة باستخدام أحدث التقنيات التي يمكن تطبيقها في أسواق المال، والتي من شأنها تطوير عمليات ما بعد التداول.
وقال الطبطبائي: «نحن سعيدون بأن نكون أول جهة إيداع مركزي في العالم تنجح في اختبار عمليات من هذا النوع عبر الحدود» لافتاً إلى أنه«منذ بدأت الشركة بتطبيق استراتيجيتها الجديدة وضعت نصب عينيها تطوير عملياتها بالشكل الذي يخدم تطور سوق المال في الدولة، والذي تشكل (المقاصة) أحد أركانه الأساسية منذ عام 1986. ولذلك فإننا نسعى دوماً لاكتشاف ما هو جديد في تكنولوجيا المعلومات وبحث إمكانية تطبيقه بما يخدم أعمال وخدمات الشركة بشكل عام». 
وأضاف:«إحد الركائز الأساسية للإستراتيجية الطموحة التي وضعتها الشركة هو أن تكون دوماً في مقدمة المؤسسات المختصة في المنطقة، فبالإضافة إلى دورنا الرئيسي في تطوير مشاريع سوق المال الكويتي، بحثنا إمكانية استخدام تقنية (بلوك تشين) بما يخدم تطوير أعمالنا وتقديم الخدمات الجديدة ذات القيمة المضافة».

إستراتيجية الشركة 

وبين الطبطبائي أنه «عندما طورنا إستراتيجية الشركة عام 2016 وضعنا ترقية الكويت على المؤشرات العالمية لأسواق المال كأحد أهدافنا الرئيسية، ومنذ ذلك الوقت عملنا جاهدين وبالتعاون مع شركائنا في (هيئة الأسواق) وشركة البورصة لتحقيق هذه الأهداف، والذي توج بترقية البورصة على 3 مؤشرات عالمية».
وتابع: «واجهنا الكثير من التحديات خلال السنوات الماضية في سبيل تحقيق تلك الأهداف، التي تطلّب تخطيها الكثير من التخطيط والعمل المتواصل من جميع الفرق العاملة في الشركة، وآخر هذه التحديات الشروط الاستثنائية التي تم وضعها للترقية، وضرورة استيفائها في وقت قصير جداً. وبفضل الله، ثم جهود القائمين على هذا المشروع تم إنجاز جميع متطلبات الترقية، وفي وقت قياسي».
وأشار إلى أن الشروط، التي تم وضعها لترقية الكويت على مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة، تتمثل في توفير هياكل الحسابات المجمعة وتقابل عمليات الحساب الواحد، ما تطلّب من «المقاصة» تطوير أنظمتها الآلية وقواعد عملها في وقت قصير لاستيفاء هذه الشروط.
وأوضح أن هذا الإنجاز سيدفع «المقاصة» إلى الاستمرار في تحقيق الأهداف الأخرى في إستراتيجية الشركة، والتي بلا شك ستساهم في تطوير بيئة الاستثمار، ما يصب في خانة تحويل الكويت إلى مركز مالي، وتكوين بيئة جاذبة للاستثمار محلياً.
وذكر أن ترقية بورصة الكويت وانضمامها رسمياً إلى مؤشر مورغان ستانلي «MSCI» للأسواق الناشئة يأتي تتويجاً للجهود التي بذلتها فرق العمل في «هيئة الأسواق» والبورصة و«المقاصة» لتحقيق الأهداف الرامية للارتقاء بسوق المال الكويتي عالمياً خلال السنوات السابقة.

رسالة «المقاصة»

أوضح الطبطبائي أن رسالة «المقاصة» تتمثل في استقطاب وتطوير والاحتفاظ بأفضل الكفاءات المهنية في مجال الأوراق المالية وتكنولوجيا المعلومات القادرة على تطوير منظومة ما بعد التداول لسوق المال الكويتي والبنية التحتية لسجلات المساهمين، إلى منظومة حديثة من الخدمات ذات كفاءة تشغيلية عالية ومتكاملة وسهلة الاستخدام من قبل أصحاب المصالح، مع توفير أعلى مستويات الحماية والكفاءة التشغيلية لهم.

اكتتاب الكويت

يعتبر «اكتتاب الكويت» إحدى الخدمات الإلكترونية التي تقدمها «المقاصة»، ويهدف إلى تسهيل عملية الاكتتاب للأفراد والشركات عن طريق الموقع الإلكتروني وتطبيق الهواتف الذكية. 
ويتيح للمستخدمين الاكتتاب في الشركات الجديدة (تحت التأسيس) وفي الشركات القائمة والتي تهدف إلى زيادة رأس المال، كما توفر الخدمة إمكانية الاستعلام عن إمكانية الاكتتاب في الشركات. 
وما يميز «اكتتاب الكويت» سهولة الاستخدام في الموقع الإلكتروني والتطبيق وتوفره باللغتين العربية والانكليزية.

مصدر الخبر: جريدة الراي الكويتية

© All Rights Reserved almowazi