الأنباء - كشف الرئيس التنفيذي في شركة صناعة الكيماويات البترولية محمد الفرهود ان الشركة تنفذ حاليا مجموعة ضخمة من المشاريع الاستثمارية في دول متعددة بكلفة إجمالية تتجاوز 8 مليارات دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، مشيرا إلى ان الشركة تهدف لإنتاج 16 مليون طن من البتروكيماويات بحلول العام 2040 في دول جاذبة للاستثمار.
وقال الفرهود في حوار مع «الأنباء» ان الأرباح الصافية للشركة تجاوزت 5 مليارات دولار في آخر 10 سنوات.
وذكر ان الشركة ستوقف الانتاج من مصانع الاسمدة في 31 ديسمبر 2017، على أن يكون الموعد الرسمي لإغلاق المصانع هو 31 مارس 2018، مبينا ان الشركة تجري دراسة لإمكانية بناء وتشغيل مصانع (أوليفينات أو عطريات) جديدة في موقع أرض مصانع الأسمدة وذلك بعد إعادة تأهيلها.
ونفى الفرهود وجود أي نوايا لشركة داو كيميكال الاميركية للتخارج من السوق الكويتي، حيث شدد على ان الشركة مستمرة في مشاركتها المحلية من خلال شركة إيكويت للبتروكيماويات.
وفيما يلي تفاصيل الحوار:
* في البداية، نود التعرف على استراتيجية شركة صناعة الكيماويات البترولية؟
- تعمل «الكيماويات البترولية» ضمن توجهات استراتيجية معتمدة تتضمن النمو في صناعة البتروكيماويات من خلال التوسع في مشاريع الأوليفينات والعطريات والدخول في صناعة البتروكيماويات المتخصصة، وعليه اعتمدت في تنفيذ استراتيجيتها على 3 محاور هي: ـ المحور الأول: يقوم هذا المحور على بناء مشاريع جديدة تعتمد على توافر المادة الخام، أو ما يسمى باللقيم (الغاز) سواء داخل الكويت او خارجها.ـ المحور الثاني: يعتمد هذا المحور على الاستحواذ على مصانع بتروكيماوية قائمة خارج الكويت.ـ المحور الثالث: تعزيز التكامل مع أنشطة مؤسسة البترول الكويتية داخل الكويت وخارجها.
وتهدف الشركة من خلال تنفيذ استراتيجيتها إلى النمو من خلال تلك المحاور لتحقيق الآتي:1 ـ موقع متميز لشركة صناعة الكيماويات البترولية في مصاف الشركات الرائدة في مجال البتروكيماويات.
2 ـ تنويع مصادر الدخل وتقليل مخاطر تذبذب الإيرادات لأنشطة الشركة ومؤسسة البترول الكويتية.
3 ـ تسويق منتجات الشركة ومشاركاتها في الأسواق العالمية عن طريق التوسع في الأسواق الآسيوية والأسواق النامية وإيجاد منافذ متعددة وطويلة الأمد وتحقيق أفضل الأسعار لهذه المنتجات.
4 ـ دعم وتأهيل العمالة الوطنية من خلال تنمية المهارات والكفاءات وتطبيق أفضل الممارسات العالمية.
كما تقوم الشركة حاليا بتحديث استراتيجيتها حتى العام 2040، وفق توجيهات مؤسسة البترول الكويتية المتضمنة الوصول إلى 16 مليون طن من البتروكيماويات وإقامة مشاركات متعددة في البتروكيماويات المتخصصة.
* ما أهم المشاريع المخطط تنفيذها خلال العامين الحالي والمقبل؟ ما الميزانية الموضوعة لتنفيذ تلك المشاريع؟
- تخطط الشركة لتنفيذ مجموعة ضخمة من المشاريع هي كالتالي:1 ـ تنفيذ توسعة لمشاركة شركة ايكويت في الولايات المتحدة الاميركية: والمشروع عبارة عن إنشاء مصنع للإيثلين جلايكول بطاقة انتاجية 750 ألف طن، حيث تم التوقيع مع شركة Jacobs للعمل كمقاول الهندسة والتوريد وإدارة الانشاء EPCm في أكتوبر 2016، وجار تنفيذ المرحلة حسب الخطة، هذا ومن المتوقع البدء في الإنتاج في اكتوبر 2019.2 ـ مشروع العطريات في البحرين: وهو عبارة عن مشروع مشترك بين شركة الكيماويات البترولية (50%) والهيئة الوطنية للنفط والغاز في البحرين (50%) لبناء مصنع لإنتاج البرازيليين بطاقة إنتاجية 1400 ألف طن سنويا، حيث تم الانتهاء من مرحلة الهندسة التفصيلية (FEED)، ومن المتوقع بدء مرحلة الهندسة والتوريد والإنشاء بعد الحصول على الموافقات المطلوبة قريبا.
3 ـ مشروع البولي بروبلين في كندا: المشروع عبارة عن إنشاء مصنع للبروبلين والبولي بروبلين في كندا بطاقة انتاجية 550 ألف طن سنويا، حيث تم الانتهاء من دراسة الجدوى التفصيلية للمشروع في نوفمبر 2016 وتم توقيع اتفاقية شراكة JV Agreement مع شركة بمبينا الكندية وذلك لتنفيذ مرحلة دراسة التصاميم الهندسية (FEED) والمتوقع أن تبدأ في الربع الثاني من 2017.4 ـ مشروع البتروكيماويات المتخصصة في الولايات المتحدة الأميركية: المشروع عبارة عن استحواذ الشركة على حصة من مصانع بتروكيماويات متخصصة بالولايات المتحدة الأميركية، وسيتم البدء بمرحلة الفحص النافي للجهالة في مايو 2017 وتستمر لمدة 6 أشهر، ويتم على اساسها اتخاذ القرار المناسب حول المضي قدما في الاستحواذ.
5 ـ مشروع البولي بروبلين في كوريا: يهدف المشروع الى تنفيذ توسع لشركة SK Advanced في كوريا عن طريق بناء مصنع لإنتاج البولي بروبلين بطاقة انتاجية 400 ألف طن سنويا باستخدام مادة البروبلين المنتجة من مصنع SK Advanced المشروع قيد الدراسة مع الشركاء.
هذا، وتدرس الشركة حاليا العديد من الفرص الاستثمارية الأخرى في دول متعددة، ومن المتوقع أن تتجاوز التكلفة الإجمالية للمشاريع 8 مليارات دولار يتم إنفاقها خلال 5 سنوات.
* عقب تأسيس الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة «KIPIC» وإســـــناد مجمــع البتروكيماويات إليها، كيف ترون مستقبل الشركة؟
- شركة صناعة الكيماويات البتروليـــــة هــــــي ذراع «مؤسسة البترول» في مجال البتروكيماويات، وتمتلك الشركة حصص في أكثر من 5 شركات وتساهم في إداراتها وتسويق منتجاتها، وستستمر الشركة في التشغيل المباشر لبعض استثماراتها، حيث يجري حاليا دراسة تشغيل مصانع البولي بروبيلين والبارازيلين، ومن المتوقع الانتهاء من وضع الخطة في أكتوبر 2017 والحصول على الموافقات اللازمة في نهاية العام الحالي.
كما ستستمر الشركة في تنفيذ استراتيجيتها بالنمو في قطاع البتروكيماويات ولا يوجد أي تعارض في أعمال الشركتين.
* ما الخطة الموضوعة لمصانع الاسمدة حاليا، وما الموعد الزمني لإغلاق المصانع؟
- بناء على توجيهات «مؤسسة البترول» للخروج من نشاط الأسمدة محليا، وقرار مجلس إدارة المؤسسة بإغلاق مصانع الأسمدة، قامت «صناعة الكيماويات» بتشكيل 6 لجان هي: لجنة بيع الأصول، لجنة الموارد البشرية، لجنة التسويق، لجنة العقود، لجنة التشغيل، ولجنة الاتصال بقيادة مكتب إدارة المشروع PMO لوضع وتنفيذ خطة متكاملة لإغلاق مصانع الاسمدة.
وقد قام مكتب إدارة المشروع بالتنسيق مع اللجان بتجهيز خطة شاملة للخروج من نشاط الأسمدة وتحديد أهداف كل لجنة والأعمال الواجب تنفيذها في سبيل تحقيق تلك الأهداف، وتم عرض خطة الخروج من نشاط الأسمدة على إدارة الشركة العليا وأخذ الموافقة للمضي قدما في تنفيذها.
وبناء على قرار مجلس إدارة المؤسسة الصادر في هذا الشأن، ستقوم «صناعة الكيماويات» بتوقيف الإنتاج في تاريخ 31 ديسمبر 2017، على أن يكون الموعد الرسمي لإغلاق المصانع هو 31 مارس 2018.
* ما خطتكم للاستفادة من أرض مصانع الأسمدة؟
- تقوم الشركة بدراسة إمكانية بناء وتشغيل مصانع أوليفينات أو عطريات جديدة في موقع أرض مصانع الأسمدة وذلك بعد إعادة تأهيلها.
* ما عدد العمالة في مصانع الاسمدة، وكيف ستستوعب الشركة تلك العمالة في المصانع الأخرى؟
- يبلغ عدد العمالة في مصانع الأسمدة 348 موظفا (290 كويتيا و58 غير كويتي)، وتؤكد الشركة على حفظ كامل حقوق موظفيها من خلال «لجنة القوى العاملة» ـ إحدى اللجان الست التي تم تشكيلها لوضع خطة الخروج من مصانع الأسمدة - حيث تهدف إلى وضع آلية للتعامل مع عمالة مصانع الأسمدة في أنشطة الشركة الحالية ومشاريعها المستقبلية ووضع خطة لإدارة التغيير والتواصل مع كل الأطراف ذات الصلة.
* ما الاسباب التي دفعت الشركة للتخلص من نشاط الاسمدة؟
- عند قيام «مؤسسة البترول» بتحديث توجهاتها الاستراتيجية حتى العام 2030 واعتمادها من المجلس الأعلى للبترول، أكدت التوجهات الاستراتيجية الخاصة بنشاط البتروكيماويات على ضرورة «الخروج من نشاط الأسمدة في الكويت على المدى القصير إما عن طريق الخصخصة أو الإغلاق بعد دراسة البدائل المناسبة»، وذلك في ضوء أن نشاط الأسمدة يعد من الأنشطة غير الرئيسية للمؤسسة، والتوجه نحو التركيز على صناعة الأوليفينات والعطريات ذات النمو المرتفع.
وعليه، فقد قامت الشركة بدراسة 3 بدائل وهي: الإغلاق الكامل لمصانع الأسمدة الحالية، خصخصة نشاط الأسمدة، تحويل مصانع الأسمدة إلى مصانع للأوليفينات، وتبين من الدراسة أن إغلاق مصانع الأسمدة بالكامل يعتبر من أفضل البدائل التي تمت دراستها وتقييمها من الناحية الاقتصادية على مستوى الدولة.
* ما حجم الارباح الصافية التي حققتها الشركة في آخر 10 سنوات؟
- تجاوزت الأرباح الصافية لشركة صناعة الكيماويات البترولية 5 مليارات دولار في آخر 10 سنوات.
* كيف ترون علاقتكم بجهات التدقيق سواء الداخلي التابع لـ «مؤسسة البترول» أو ديوان المحاسبة خاصة في المخالفات التي يتم تسجيلها سنويا؟
- علاقة الشركة بجهات التدقيق كانت وما زالت وستبقى طيبة، فجميعنا يعمل لمصلحة الكويت، أما فيما يخص بالملاحظات التي يتم تسجيلها سنويا فنحن نعمل جاهدين للتطوير من أنفسنا والتعلم من أخطائنا حتى نتفادى تكرار تلك الملاحظات، فالهدف من التدقيق هو تحسين الأداء.
* رصدت «مؤسسة البترول» انخفاض مبيعات الشركة خلال العامين الماضيين، فما الاسباب وراء ذلك؟
- كان لانخفاض أسعار النفط الأثر السلبي على مبيعات مؤسسة البترول الكويتية وتم تقدير هذا الانخفاض عند وضع الموازنة التشغيلية، علما أن «الكيماويات البترولية» قد حققت أرباحا بقيمة 125 مليون دينار في السنة المالية 2016/2017 بزيادة قدرها 18 مليون دينار عما هو معتمد في الميزانية والبالغ 107 ملايين دينار.
* أعلنت شركة داو كيميكال عن تخارجها الجزئي من الكويت، وكشفت «الكيماويات البترولية» منذ فترة عن طرح تلك الحصص للاكتتاب العام، فإلى أين وصلت تلك المباحثات، وهل لدى الشركة نية لشراء جزء من حصة «داو»؟
- هذا الكلام غير صحيح إطلاقا حيث ما زالت «داو كيميكال» مستمرة في مشاركتها المحلية عبر شركة إيكويت للبتروكيماويات، وتقوم شركة إيكويت بتنفيذ مشروع التوسع في مجال صناعة الإيثيلين جلايكول في الولايات المتحدة الأميركية.
* ما استفادة الشركة من بيع حصتها في شركة ام اي جلوبل، وكيف استفادت الشركة من اموال الصفقة؟
- قامت الشركة بإعادة هيكلة مشاركاتها لتحقيق الاستراتيجية المرجوة من هذه المشاركات وتعظيم القيمة المضافة لاستثمارات الشركة بشكل يتناسب مع متطلبات المرحلة الحالية لخلق كيان عالمي في قطاع البتروكيماويات كما عظمت الشركة عوائدها الاقتصادية من هذه المشاركات كما قامت بتقليل التكاليف على الشركتين لما لأنشطتهم من تشابه يعزز فرص التماثل التشغيلي.
ودعمت إعادة هيكلة إستراتيجية المشاركات لـ «الكيماويات البترولية» خطط الشركة في خلق فرص استثمارية واعدة في دول جاذبة للاستثمار من حيث توفر اللقيم ووجود مناخ استثماري محفز لصناعة البتروكيماويات تعزز خطط النمو الطموحة للشركة في صناعة البتروكيماويات على المستوى العالمي.
* كيف تنظرون الى مستقبل صناعة البتروكيماويات في الكويت؟
- تعافى قطاع البتروكيماويات من الركود الذي أصابه نتيجة الأزمة المالية العالمية في عامي 2008 و2009، وحقق تحسنا ملموسا في معدلات الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وعلى الرغم من التراجع الطفيف الذي أصاب القطاع بداية العام 2012 ومع بداية انخفاض أسعار النفط، إلا أنه من المتوقع أن يستمر في النمو خلال السنوات المقبلة بمعدلات جيدة تصل إلى 4% سنويا، مدعوما بزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية في آسيا بشكل عام، والصين على وجه الخصوص.
* ما الخطة الموضوعة من قبلكم لنقل تشغيل وادارة بعض المصانع إلى الشركة؟
- قامت «الكيماويات البترولية» بتشكيل 6 لجان وهي: التشغيل، الهندسة والصيانة، التجارية والعقود، اللوجستية، الموارد البشرية، تقنية المعلومات بقيادة مكتب إدارة المشروع PMO لوضع خطة متكاملة لتشغيل مصانع البولي بروبيلين والبارازيلين، حيث قام الفريق بعمل دراسة أولية من خلال زيارات ميدانية عديدة واجتماعات متكررة مع شركة إيكويت وذلك لتحليل ومعرفة متطلبات تشغيل المصنعين، حيث سيتم التعاقد مع مستشار لعمل دراسة مفصلة حول خطة التشغيل الانتقالية واحتساب الأثر المالي من جراء ذلك، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من الدراسة في أكتوبر 2017.
230 مليون دولار وفر مالي من تطبيق منهجية «6 سيجما»
قال الفرهود ان الشركة حققت وفرا ماليا بأكثر من 230 مليون دولار عن طريق تطبيق منهجية «6 سيجما» بجميع قطاعات الشركة وذلك منذ بداية تطبيق المنهجية في العام 2007، مشير الى ان منهجية «6 سيجما» خاصة بتطوير أساليب العمل على عمليات الشركة المختلفة.
وبين أن الشركة استمرت في تطبيق مبادرات لتقليل التكاليف في معظم أنشطة الشركة، مبينا ان هذا البرنامج يعتبر احد التطبيقات المثلى والأولى على مستوى الكويت، و«الكيماويات البترولية» تنتهج خطة إستراتيجية لتحسين الأداء وتخفيض المصروفات من خلال هذا البرنامج.
تحولات وأفق صناعة البتروكيماويات
أشار الفرهود الى ان منطقة الخليج تعتبر من أهم المناطق المنتجة والمصدرة للمواد البتروكيماوية وتمثل صناعة البتروكيماويات الخليجية جزءا كبيرا من قطاع البتروكيماويات العالمية نظرا لإمكانية الوصول إلى المواد الخام منخفضة التكلفة.
إلا أنه نظرا للقيود المستقبلية على توافر المواد الأولية (الإيثان) في المنطقة، فمن المتوقع أن تشهد المنطقة تحولا نحو تكسير السوائل والتوسع في الصناعات اللاحقة والمنتجات المتخصصة في البتروكيماويات.
جدير بالذكر ان حجم قطاع البتروكيماويات في الكويت مرضي تماما قياسا بالكميات المتوافرة من المواد الأولية في الكويت.
وتتمثل أبرز التحديات التي تواجهها الشركة في توفير الإمكانات المطلوبة لتنفيذ استراتيجية الشركة ومن أهمها:
? عدم توافر المواد الأولية بكميات وأسعار تنافسية بالكويت، لذلك نتطلع إلى الاستكشافات الجديدة للغاز.
? عدم وجود حوافز للمستثمر الأجنبي للدخول في الصناعات التحويلية داخل الكويت.
? ضرورة تكامل الأنشطة المساندة في الدولة مع خطط وطموحات القطاع.