A+ A-
25يناير
المشروعات السياحية تعتزم تطوير مشروعين بتكلفة نحو 500 مليون دينار

قال رئيس مجلس إدارة شركة المشروعات السياحية محمد السقاف إن الشركة تعتزم تطوير مشروعين سياحيين في جزيرة فيلكا وموقع المدينة الترفيهية في منطقة الدوحة بغرب العاصمة، بتكلفة إجمالية نحو 500 مليون دينار. وقال السقاف في مقابلة مع «رويترز» إن الشركة لا تزال في بداية الدراسات وطرح الأفكار «لنرى أنسب الحلول لهذين المشروعين العملاقين»، حيث تبلغ مساحة مشروع جزيرة فيلكا كيلومترين مربعين والمدينة الترفيهية 206 كيلومترات مربعة.

وأوضح أن هناك احتمالين لتمويل هذين المشروعين، الأول أن تضطلع بهما شركة المشروعات السياحية بنفسها من خلال مساعدة الهيئة العامة للاستثمار أو أن تتشارك فيهما مع القطاع الخاص. لكن السقاف استدرك قائلاً إن مشاركة القطاع الخاص ستكون «صعبة جداً» في ظل القانون رقم 105 الحالي الذي يسمح للقطاع الخاص باستئجار أملاك الدولة من خلال عقود مدتها ثلاث سنوات فقط قابلة للتجديد، معتبرا أن هذه المدة المحدودة «أمر غير مشجع للقطاع الخاص» للمشاركة في مشاريع ذات تكلفة مالية عالية.

وأوضح أن الشركة لا تملك خيار الاقتراض لتمويل هذين المشروعين لأنها لا تمتلك الأراضي، وانما تنتفع بها بموجب عقد حق انتفاع مع إدارة أملاك الدولة «وفي النهاية أنت لا تملك هذه الأراضي فكيف يعطيك البنك القرض». مبادرات سريعة يشكو كثير من الكويتيين من أن بلادهم تعاني من تدهور في مرافقها السياحية وعدم تجديدها أو تطويرها على مدى سنوات، حيث كشفت أزمة وباء كورونا وحرمان كثير من السكان من السفر عن ضعف ومحدودية خيارات الترفيه في هذا البلد الذي كان قبل عقود بمثابة قدوة لباقي دول الخليج. وخلال العطلات الرسمية وفي موسم الصيف يهرع كثير من المواطنين للسفر، بحثا عن أماكن جديدة للترفيه في الخارج، حيث أصبحت وجهات مثل دبي والسعودية وقطر وتركيا قبلات تقليدية للكويتيين وعائلاتهم.

ويركز مجلس الإدارة الجديد الذي تم تشكيله في سبتمبر أيلول الماضي على عمل مبادرات ترفيهية تستغرق فترات محدودة وتكون تكلفتها المالية محدودة أيضا، من خلال مشاريع يمكن تنفيذها سريعا. وقال السقاف «لا بد أن يكون لدينا رزنامة (للفعاليات) كل شهر أو شهرين يكون عندنا فعالية ونجددها حتى يكون الترفيه متجدد... ولا يكون شيئا مملا». وخلال الشهور القليلة الماضية افتتحت الشركة عدة مبادرات من هذا النوع منها مشروع «وينتر وندرلاند الكويت» الذي أقيم بموقع حديقة الشعب في بداية الشتاء.

وقال السقاف إن الشركة تسعى لأن يكون هذا المشروع طوال العام وليس لفترة وجيزة. كما افتتحت الشركة تزامنا مع فعاليات كأس العالم في قطر مشروع كونتينر بارك وهي فعالية ترفيهية لعرض المباريات في منطقة البلاجات بالسالمية مع أنشطة ترفيهية أخرى مثل الألعاب والعروض الموسيقية. وقال السقاف إن مجلس الإدارة يركز على أن يكون الترفيه الذي تقدمه الشركة «يخدم كل الأعمار. هدفنا أن نوفر الترفيه لكافة الفئات العمرية وليس لفئة واحدة، ولكن نحن نتكلم عن السياحة الداخلية وليس الخارجية».

وأشار إلى أنه وفي هذا الإطار فإن من الأفكار المطروحة أن تتضمن المدينة الترفيهية شاليهات وبحيرات صناعية وكافيهات ومحلات للتسوق وملاعب للتنس ومسرح ثقافي وغير ذلك من المرافق التي تخدم كل الفئات، مضيفا أن «الترفيه يجب أن يكون له بعد ثقافي واجتماعي ووصحي وتهذيبي». استراتيجية جديدة أوضح السقاف أن مجلس الإدارة أجرى «بعض التعديلات» على الاستراتيجية السابقة والتي كانت ستتحول الشركة بموجبها إلى «شركة قابضة» تندرج تحتها شركات متخصصة في المطاعم والفنادق وإدارة المرافق وغير ذلك من الشركات وهو ما سيحولها بعيدا عن وجهتها الأساسية وهي «توفير الترفيه للمواطنين والمقيمين».

وقال السقاف «ما يصير (لا يجوز) أنا كشركة مشروعات سياحية أن أكون أنا اللي أدير المطعم وأنا اللي أدير نادي صحي وأنا اللي أدير مساج. أعتقد أن هذا الشيء ليس هو الحل الأمثل للشركة». وأشار إلى أن الاستراتيجية الجديدة تركز على إشراك القطاع الخاص في عمل الشركة، بحيث تركز هي على النواحي الترفيهية وتترك للقطاع الخاص إقامة المطاعم والمقاهي والنوادي الصحي ومحلات التجزئة في المرافق التي تديرها.

وأشار إلى أن مراجعة الاستراتيجية نتج عنها التراجع عن إيقاف مشروع منتزه الخيران لإعادة بناءه بتكلفة كانت ستصل إلى 200 مليون دينار، وتوصلت إلى أن «الحل الأمثل» هو ترميمه بكلفة تصل إلى 25 مليون دينار فقط وعلى مراحل بحيث لا يتوقف عن العمل. وأوضح السقاف أن الشركة تركز حاليا على ترميم كثير من مشاريعها القائمة ومنها الواجهة البحرية التي تمتد نحو عشرة كيلومترات من أبراج الكويت في العاصمة وتنتهي بمسنة الشعب، بتكلفة تصل لنحو 20 مليون دينار. كما تخطط لترميم متنزه الجزيرة الخضراء خلال فترة الصيف بداية من شهر مايو وحتى أكتوبر بميزانية تقديرية خمسة ملايين دينار. كان الرئيس التنفيذي السابق للشركة عبد الوهاب المرزوق كشف في 2021 أن المشروعات السياحية تعتزم زيادة رأسمالها 250 مليون دينار ليصل إلى 300 مليون دينار لتنفيذ مشاريعها. لكن السقاف قال إن النقاش الحالي بين الهيئة العامة للاستثمار ومجلس الإدارة حول الاستراتيجية الجديدة للشركة نتج عنه «إيقاف مؤقت» لدفعات زيادة رأس المال، معتبرا أن «الهيئة من حقها أن ترى التعديلات ونتفق على الآلية الجديدة للضخ (المالي)... تقديرنا أننا سنطلب أقل من 250 مليون دينار».


 

مصدر الخبر: الجريدة الكويتية

© All Rights Reserved almowazi